مقصدا لطلبة العلم، وكان مستمرًا في البحث، وكانت له بحوث مهمة جدًّا، وربما لم يسبق إلى بعض تلك البحوث أذكر منها أنه حقق واقعة الكسوف التي حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يحدث إلا مرة واحدة، ولكن اختلف بعض شراح الحديث الذين ذكروا القضية، في صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف، ولكنه حقق أن الكسوف لم يقع في التاريخ الذي ذكره بعض المؤرخين.
قال: لأن ذلك مستحيل فلكيًّا أن يقع في التاريخ المذكور لأن الكسوف لا يكون إلَّا في أوقات معينة.
كذلك حقق وقوع يوم عاشوراء وكذلك حقق تاريخ المولد الشريف، وهذه بحوث عزيزة نفيسة تدل على أن أستاذنا عبد الله بن إبراهيم بن سليم - رحمه الله من المدققين المحققين في هذا الأمر.
وهو من الشخصيات الكبيرة التي لا تزال عالقة في الذهن وما تزال ذكراه عالقة في أذهان تلاميذه والمستفيدين منه، وعلى طول عمره المديد الذي استمر ٨٤ سنة، كان نافعًا مفيدًا، منذ أن بدأ في طلب العلم وهو صغير جدًّا إلى أن توفاه الله.
وأذكر أنه كان مولعًا بأشياء غير علم الفلك، وكان يعلم تلاميذه في وقت مبكر الكسور العشرية في الحساب، ولم تكن مقررة في ذلك الوقت ١٣٥٧ هـ، ولم يكن الناس يعرفونها، فرحم الله أستاذنا عبد الله بن إبراهيم بن سليم وجزاه عنا وعن الذين تعلموا على يديه واستفادوا منه خيرًا.
[رسالة من الشيخ عبد الله بن سليم إلى المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأستاذ الفاضل مدير مدرسة بريدة المنصورية محمد بن ناصر العبودي - الموقر بعد التحية والاحترام: -