عندما تيقن أعداء عبد الله بن حجيلان الطامعون في الإمارة من أن والده حجيلان قد وصل المدينة المنورة ولا يمكنه أن يعود إلى القصيم لفكاك ابنه منهم هجموا عليه بالحيلة.
وذلك أن بوَّاب قصر حجيلان كان لقيطا ولد زنا كان حجيلان بن حمد عطف عليه لأنه ليس له أحد يرعاه من أب أو أم، ورباه عنده، حتى كبر وجعله بوابا لقصره.
فجاء إليه رشيد بن سليمان الحجيلاني وفلان وفلان ثلاثة من آل أبو عليان وقالوا له: نحن نريد الأمير الليلة في أمر مهم لا نريد أن يعرف به أحد، ونريدك أن تفتح لنا القصر مقابل كذا ريال، قيل إنهم أعطوه ثمانية أريل.
قالوا: ففتح لهم باب القصر، وكانوا يعرفون مكان نوم الأمير عبد الله مع زوجته، وكان الوقت صيفًا وقد نام مع زوجته في السطح.
وعندما وصلوا إليه وهو نائم أشكل عليهم معرفته بتمييزه عن امرأته لأنه لم يكن قد استتم شعر وجهه فليست له لحية، وله رأس أي شعر في رأسه أيضًا، ثم عرفوه من كيفية الخاتم الذي في يده، فقتلوه واستولوا على الإمارة، وقيل: إن الذي تولى الإمارة منهم هو رشيد بن سليمان الحجيلان.
قال الإخباريون: وكانت أم الأمير عبد الله وهي زوجة حجيلان من العرفج الذين هم من بني عليان، وأيضا هم من آل حسن أضداد الدريبي، فأضمرت في نفسها أمرًا، وذلك أنها تعلم من أسرار القصر ما لا يعرفه الآخرون، ومن ذلك أنه كانت فيه غرفة مليئة بالبارود المتفجر والجبخان فأرسلت سرًّا إلى بواب القصر وقالت له: الآن عرفت ماذا فعل هؤلاء في