عمك عبد الله، وكيف قتلوه وحنا أهلك اللي ربيناك، أبيك تفتح لي أنا وجاريتي فلانة بالليل إذا نام الناس، ولا تخبر أحدًا بأمرنا.
فقال: سمعًا وطاعة، ولو أردت غير ذلك أكثر من ذلك لفعلت.
قالوا: وفي الليل الموعود وبينما كان قتلة ابنها في القصر تسللت مع جاريتها إلى القصر وأخذت من البارود الذي فيه قليلًا وضعته على الأرض متصلًا بذلك البارود الكثير بالغرفة.
وعندما خرجنا من القصر أوقدت النار فيه فاشتعل وانتقلت النار بسرعة إلى الغرفة التي فيها البارود فاشتعل محدثًا دويًّا هائلًا وخرابًا لا يتصور مهدمًا ما فوقه من غرف القصر ومنها التي فيها قتلة ابنها! .
وهكذا انتقمت منهم بهذه الطريقة الشنيعة.
لقد ذكر ابن بشر هذه الواقعة ولكن بطريقة مغلوطة سواء في ذكره لبعض الأعلام، أو بما أعقبها وبخاصة انتقام والدة عبد الله بن حجيلان من قتلة ابنها.
قال ابن بشر في معرض كلامه على الفوضى التي تلت تخريب الدرعية، والقضاء على الدولة السعودية الأولى على يد إبراهيم باشا المصري:
"وقعت الحروب في نجد واشتعلت فيها نار الفتن وكثر القتل بينهم، وتقاطعوا الأرحام وتذكروا الضغائن القديمة من البغي والآثام، فتواثبوا بينهم وقتل بعضهم بعضًا، في وسط الأسواق ونواحي البلدان، فكان أهل كل سوق وأهل كل بلد يمشون بجمعهم وسلاحهم دائمًا بالليل والنهار.
فوثب رشيد بن سليمان الحجيلاني صاحب بريدة على عبد الله بن حجيلان بن حمد فقتله، وذلك لأن حجيلان بن حمد قتل سليمان الحجيلاني في حرب سعدون صاحب الأحساء ببلد بريدة سنة ست وتسعين ومائة وألف، كما تقدم.