وما ينافي كماله الواجب، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله سبحانه وتعالى قد بيّن سبيل الخير، وسبيل الشر، وأمرنا باتباع سبيله ونهانا عن السبل المظلمة التي تخالف سبيله، وأقام الحجة على خلقه، وسد الذريعة التي تؤدي إلى المعاذير، أو التأويلات الباطلة.
فالسعيد من أطاع الله ولو خالف أهواء الناس، والشقي من عصى الله واتبع هواه بغير هدى من الله، وأكثر الناس اليوم يدعي الإسلام قولًا، بلا عمل يقول: لا إله إلا الله بلسانه، ويخالفها بأفعاله، أو يعبد الله على جهل وضلال، فمن هذه حاله فهو من الهالكين الخاسرين، ولا ينجو من عذاب الله إلا من عبد الله بعلم ويقين وإخلاص ومتابعة لسيد المرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأفعال المنافية للتوحيد صحة وكمالًا:
أيها المسلمون: اتقوا الله فمن اتقاه وقاه، وبتقواه تغفر الذنوب، وتفرج الكروب، وتتيسر الأرزاق، ويحصل الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.
ومن أعظم التقوى بعد تحقيق الشهادتين اتقاء ما ينافي التوحيد، أو ينافي كماله الواجب، مما يجري من غالب المسلمين، كالاعتقادات والتوسلات والتقربات إلى الأولياء والصالحين، والذبح عند قبورهم، والصدقة على نيتهم لقعد القربة والشفاعة، وكالحلف بحياتهم، والتبرك بهم.
وفي الحديث الأول:(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك).
وفي الحديث الثاني:(من حلف بالأمانة فليس منا).
وفي الحديث الثالث:(لا تحلفوا بآبائكم ولا بالكعبة فإنه كفر).
ومن ذلك فعل الزار، وتصديق الكهان، وتعليق الودع والخرز والحديد