وأهل الفضل جاهلية وإسلامًا يحتفظون بها ويفتخرون ويعدونها شرفًا لهم، وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ذا لحية كثيرة الشعر، وكان يأمر بتركها مخالفة للمشركين.
وقال - صلى الله عليه وسلم - (خالفوا المشركين وفروا اللِّحى، وأحفوا الشوارب).
وعن ابن عمر أنه قال:(أمرنا بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحي).
وكانت عائشة رضي الله عنها كثيرًا ما تقول: لا والذي جمل الرجال باللحى.
ومن صفته - صلى الله عليه وسلم - أنه كان كثير شعر اللحية، فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يترك شعر لحيته، ويأمر أمته بأن تخالف المشركين بحف الشوارب وإعفاء اللحي، ومخالفتهم أمر مقصود للشارع، فمشابهتهم في الظاهر مظنة مودتهم في الباطن، ومن تشبه بقوم فهو منهم، والله يقول:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}.
فاللحية شريفة، ولها أهمية كبيرة، ولشرفها وعظم شأنها قرر الفقهاء على من جنى عليها، وأذهب جمالها ومنفعتها (الدية كاملة)، وشعر العوارض من اللحية.
[بلية الزمان]
وقد حدث في هذا الزمان أناس عادوا اللحية وقلوها، وبالأمواس أو النتف أزالوها، فوجوههم خالية من الشعر، جرد مرد، كوجوه النساء، قد استحوذ عليهم الشيطان، فهم يميلون إلى الرقة والليونة في الأخلاق والملابس، مخالفون لهدي نبيهم.
صبغ الشعر بالسواد (محظوره ومباحه):
ومما يحرم أو يكره كراهة شديدة تغيير شيب اللحية بالسواد لقوله - صلى الله عليه وسلم - في والد أبي بكر:(غيروا شعره وجنبوه السواد).