هذا وقف أوقفه عقيل بن محمد الصمعاني وكتبه كاتب طالب علم هو عبد الله بن راشد بن بطي بدليل أنه جاء بثلاثة ألفاظ من ألفاظ التوقيف للوقف وهي سَبَّل ووقف وحَبَّس فسَبَّل الأولى لا تزال العامة تستعملها بمعنى وقف وتسمى الوقف سبيل، ومسَبِّل، ووقف لفظ تستعمله الخاصة ولكنه معروف لأكثر العامة.
أما حَبَّس بفتح الحاء وتشديد الباء المفتوحة فإنه لا يستعمله لهذا المعنى إلَّا طلبة العلم، وقد ذكره الفقهاء من ألفاظ التوقيف، وأما العوام عندنا فإنهم لا يعرفونه، للتوقيف.
والوقف قليبان لعقيل الصمعاني عبر الكاتب عن ذكرها بقوله قليبينه أي القليبان اللتان له، وذلك بصيغة المثنى ثم استمر يصفهما ويتكلم عنهما بلفظ الجمع، فقال:
المعروفات بالوطاة، وكتب التاء مفتوحة وهي مربوطة وهي معلومات إلى أن قال:
وما احتاجن من نفقة تصليح قصور، أو شغل قليب أو حبوس فهو من الثلث.
وبهذا بين لمن لا يعرف الأمر شيئًا من المراد بالقليبين، وإن القليب منهما هي التي يتبعها أرض صالحة لزراعة القمح والحبوب فيها، وبخاصة الحبوب التي تزرع في الشتاء كالقمح والشعير واللقيمي.
أما قوله: من تصليح قصور فذلك ناشئ من كونهم يسمون البيت الذي يكون في مثل هذه القليب التي ليس فيها نخل (قصرًا) مثلما كان الأعراب في القديم الذي أدركناه يسمون بيوت أهل الحضر المبنية من الطين قصور.
وقوله: أو حبوس، مفهوم، لأن حقول القمح تحتاج إلى من يتعهدها بأن يعرضها لمجيء السيل من الأماكن المرتفعة ويضع لها حبسًا بكسر الحاء جمعه حبوس لكيلا يخرج ماء السيل منها قبل أن تروى.