للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن جمحان: فلما قال لهم: تفضلوا الله يحييكم، قال رجل منهم مسنٍّ يخاطب قومه: أنتم يا الإخوان وكانوا قد دينوا أي أصبحوا أصحاب دين متشدد، تأكلون طعام ابن فوزان، وأنتم ما تدرون هو حلال وإلَّا حرام، فقال الدويش لصالح الفوزان: ويش تقول يا صالح طعامكم هذا أنت كسبته من حلال وحرام؟

وكان ابن فوزان محرجًا لأنه قد ذبح الذبائح وطبخ لحمًا مع الطعام فقال: حنا نجتهد في أمور ديننا إننا ما نأكل إلا الحلال، وعندنا مشايخ نسترشدهم ونسألهم عما يشكل علينا منه.

فقال الدويش: صدق ابن فوزان، كلوا أيها الإخوان فأكلوا حتى شبعوا! !

[الريش وصالح الفوزان]

حدث حمد الريش من أهل الشماسية قال: كنت جمالًا، أحطب على بعيري وأبيع الحطب في بريدة، ومرة جلبت الحطب فصادف وجود حطب كثير في السوق ولم يسم حطبي أحد، وكان من العادة أن أبيع الحمل بريال ونصف أو ريال وثلث فرانسي، ولما عزل السوق رآني صاحب دكان من آخر من أغلق دكانه فقال لي: تبيع حمل الحطب بريال وبيشليتين؟ والبيشلية للريال في ذلك الوقت كالقرش في الوقت الحاضر، فقلت: نعم، لأنه لا يمكنني غير ذلك.

وكنت على حالة فظيعة من الجوع، وكان يكفيني التمر غير أن الرجل مرّ بي عندما فرغت من إدخال الحطب في بيته خارجًا فقلت له: ما هنا هجور؟

فقال: أنا الآن مشغول، وإذا شرينا منك مرة ثانية هجرناك، والهجور هو التمر الذي يؤكل بعد الظهر أو في آخر الليل.

قال: فركبت بعيري وأنا لا أكاد أبصر الأرض من الجوع قاصدًا الشماسية، ولم أستطع أن أستمر فمررت على محل صالح الفوزان بخضيرا، وكان الوقت مع المغرب، وكان عقب مطر خفيف والهوا بارد، فحالما وصلت صادفني صالح