ك تب راشد أبو رقيبة وصيته بقلمه الذي رأيناه حسنت حاله عما كان عليه عندما كثرت كتابته في العقد التاسع من القرن الثالث عشر فما بعده بقليل.
وكانت كتابته لوصيته في ١٥ جمادى الأولى من عام ١٣٣٣ هـ.
وهي وصية حافلة جديرة بشخص ثري طالب علم، ولم يشهد عليها أحدًا إلّا شخصًا واحدًا هو (سعد بن محمد العامر) وهو شخص معروف بل مشهور في سوق بريدة، من طلبة العلم التجار.
استهل (راشد أبو رقيبه) وصيته بذكر اسمه ولن أتابعه على ما فعله من تسميته نفسه (راشد بن سليمان بن سبيهين) لأننا لو قلنا ذلك الآن لما اهتدى الناس إلى معرفته، إذ حل لقبه (أبو رقيبه) محل لقبه الأصيل (ابن سبيهين) وحتى هذا (أبو رقيبه) تطور فصار (الرقيبة) بدون (أبو) وقديما قيل: "خطأ مشهور، خير من صواب مهجور"، ونحن لا نقول بذلك، ولكن نقول ما يفهمه الناس.
وبعد الديباجة المعتادة، قال:
أوصيت لي من مالي، ولم يذكر هنا نسبة ما أوصى به من ماله، هل هو الربع أو الثلث أو الخمس، وذلك ثقة منه بكثرة ماله، ولكونه كتب وصيته في حال صحة عقله وإدراكه.
وأول ما بدأ بقوله (في قبلي ملكي بحويلان) والمراد بالملك هنا حائط النخل أي مجموعة من النخيل معينة يملكها، وذكر حدود ملكه هذا، إلَّا أنه أسقط حرفًا من كلمة عندما ذكر حده من جهة الشرق، فقال: يحده من جهة الشرق بركة (المشو) وسقط حرف يوضح ذلك مثل أن يكون (المشوح) أو (المشوط) بالطاء.