وفيها غزا محمد بن سعود بن فيصل ومعه جنود كثيرة من أهل الخرج ومن آل شامر والدواسر وغيرهم، وعدا على ابن بصيص ومن معه من بادية بريه فصبحهم وهم على الأثلة فحصل بينه وبينهم قتال شديد وأخذ منهم إبلًا وغنمًا وقتل من الفريقين عدة رجال (١).
[تدين حسن المهنا]
حسن المهنا رجل متدين، وعفيف عن الأكل من بيت مال المسلمين ولدينا شواهد تاريخية حية من أوراق ووثائق من أهمها أنه مات مدينًا، ولو كان يأخذ من بيت المال لما احتاج إلى أن يستدين من الناس، لا سيما أنه كان لديه جيش من أهل القصيم لو أراد أن يغير بهم على البوادي أو البلدان التي لا تتبعه لحصل من ذلك على مال ينفق أكثره للإمارة عن طريق إدخاله إلى (بيت المال) ويستأثر لنفسه بما شاء منه.
وسوف نورد الوثائق التي تدل على ما قلناه من كونه مات مدينًا.
ومن أشهر ما ذكر عن تدينه أنه كلف عودة الرديني من أهل بريدة الذين كانوا قدموا من الشماس وذكرته في حرف العين (العودة) ببناء مسجد في بريدة، وقال له: إنه جاءني إرث من أبوي مهنا بعضه ثمن أثل من روضة مهنا وبعضه غلة ولا أريد أن يخلطه مخالط من بيت المال أو غيره.
بل قال له: إنني لا أريد أن يطلع الناس على أنني أنا الذي بنيت هذا المسجد.
وقد عمل (عودة) بذلك فصار الناس لا يعرفون المسجد إلَّا بمسجد عودة ثم صلى فيه الشيخ محمد بن عبد العزيز الصقعبي دهرًا فسمي (مسجد الصقعبي) إلى أن صلى إماما فيه الشيخ محمد بن صالح المطوع نحوًا من خمسين سنة فسمي (مسجد الحميدي) لأن بعض الناس كانوا يسمونه (الحميدي).