وكان والدي يحدثني عن أبيه جدي عبد الرحمن العبودي أنه كان دائم الغزو مع حسن المهنا، وكان موعد الغزو فيما يسمونه الموسم وهو ذهاب الحر واقتراب الشتاء، والعودة من الغزو في فصل الربيع.
ولذلك تكون الحاجة إلى الماء اللازم للغزو ولإبلهم وما قد يكسبونه من المواشي من الأعداء قليلة، وذلك في فصل الشتاء لبرودة الجو وفي فصل الربيع الذي كان يسمى بفصل الصيف عند العرب القدماء حيث تأكل الإبل والمواشي من العشب الأخضر فتقل حاجتها إلى شرب الماء وإن كانت تحتاج إليه.
وليس الذهاب إلى الغزو اختياريًا بل يعتبره بعض الناس واجبًا وطنيًا لأنه يرفع من شأن البلاد، ويعلن للناس قوتها وقوة مقاتليها، وبعض المتعطلين يذهبون إلى الغزو طمعًا فيما قد يحصلون عليه من غنيمة ولو كانت قليلة عن طريق الانتهاب.
جاء في خزانة التواريخ ما يلي:
وفي هذه السنة وقعة عروى بين الأمير محمد العبد الله بن رشيد، ومعه حسن آل مهنا الصالح، أمير بريدة، وبين عتيبة ومعهم محمد بن سعود بن فيصل، وصارت الهزيمة على عتيبة (١).
وقال ابن عيسى:
(ثم دخلت سنة ثلاثمائة وألف)، وفيها الوقعة المشهورة بين عتيبة ومعهم محمد بن سعود بن فيصل وبين محمد العبد الله بن رشيد ومعه حسن آل مهنا أمير بلد بريدة على عروى الماء المعروف، صارت الهزيمة على عتيبة.