لم يبدأ ناصر بن سليمان العجاجي وصيته بالمقدمة المعتادة في الوصايا وهي الشهادتان ثم الإقرار بالبعث والنشور وبشيء يتضمن البراءة من شرك النصارى في عيسى حيث تقول العبارات المألوفة، بأن الموصي يشهد أن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
وإنما دخل ناصر العجاجي مباشرة إلى صلب الموضوع، وربما كان مرجع ذلك إلى معرفته بأن وصيته ستكون طويلة ولا يريد أن يزيد طولها.
فقال بعد البسملة التي اختصرت على (بسم الله) أوصى ناصر بن سليمان العجاجي بعد موته فيما استثني فيما وهب لابنه عبد العزيز.
وظاهر هذا أنه يذكر ما سبق أن قلناه من كونه وزع طائفة من ممتلكاته وبخاصة من النخيل المثمنة على أولاده من ذكور وإناث لذا لم يكن هذا المذكور في أول وصيته إلى وصية فيما كان وهبه لابنه عبد العزيز في خب الحمر واستثنى منه هذا الذي أوصى به وهو مائة وزنة تمر قادمات بالملك، يريد أنها تؤخذ من ثمرة النخل الذي هو الملك المذكور في (الحُمُر) منهن ستة عشر وزنة لأهل الملك الأول.
وهذه نزعة لم أرها واضحة عند غير ناصر بن سليمان العجاجي فهو يذكر أن صاحب الملك الأول يريد به الذي اشترى منه الملك له ستة عشر وزنة تمر في الملك.
وبطبيعة الحال أن هذا ليس معناه أنه له وجه حق أو اختصاص، وإنما هو تبرع من العجاجي أوصى به كأنما ذلك تطييب لصاحب ذلك الملك الذي خرج من ملكه إلى ملك العجاجي، كما سيأتي نظير لذلك في آخر هذه الوصية.