علي بن مقبل صنف فريد في معاملته التجارية وصدقاته وإخراجه الزكاة، وقد ذكر بعض أعماله في غير هذا المكان من هذا الكتاب، وفي ضحى يوم خرج علي المقبل إلى السوق في بريدة فلقي فلاحًا من أهل السباخ الضاحية الواقعة جنوبي بريدة واسم الفلاح محمد الهلالي، فسلم كل منهما على الآخر فدعا علي المقبل محمد الهلالي إلى بيته فذهب معه وهو خائف إذ كان مع الهلالي أربعون ريالًا جاءته من ولده ناصر المقيم في الكويت، وقد ظن الهلالي أن ابن مقبل علي علم بالنقود التي جاءته، وأنه سوف يطالبه بتقديمها له ليسد بها بعض الدَّيْن الذي عليه، فقد كان ابن مقبل يسلمه نقودًا بالتمر من ثمرة نخله بالسباخ.
ولكن ابن مقبل أدخله إلى بيته وقدم له طعامًا ولبنًا فأكل ولكنه كان ينظر ما سوف يقول له ابن مقبل، فما كان من علي المقبل إلا أن جاء إليه بخمسة ريالات فرنسية فضية وقال له هذه زكاة الدين الذي عليك خذها لك، ولأهلك، وقد وضعت الدين عن ذمتك.
فخرج الهلالي شاكرًا وهو يضع يده على مكان النقود التي كانت معه خوفًا من أن يسمع ابن مقبل رنينها، وقد توفي علي المقبل في مدينة بريدة عام ١٣٣٤ هـ رحمه الله (١).
[إطعام طلبة العلم]
علي بن مقبل من كبار طلبة العلم في بريدة، ويعمل في التجارة، وهو يعطف على طلبة العلم في بريدة، ويحسن إليهم، وقد تعاهد طلبة العلم يسكنون في مسجد ناصر وسط مدينة بريدة، فكان يبعث لهم بطعام الغداء والعشاء يوميًا