بعد كتابة ما سبق وقفت على ترجمة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي كتبها ابنه عبد الله وذكر أن هذا هو الجزء الأول منها ويقع في ٣٠ صفحة من القطع الكامل مكتوبة على الآلة الكاتبة ولم تطبع، رأيت منها أشياء لم تذكر من قبل ورأيت أن من المفيد نقل ما ليس فيما ذكرته من الترجمة أو ما هو موضح فيها أكثر من الأولى، قال:
هذا وقد كتبت عن سيرة والدي الشيخ صالح بن أحمد الخريصي - رحمه الله، وجمعت ما يسره الله لي مما حضرني وكنت أعرفه عنه، ومما حدثني به بعض الإخوان.
ذكر نسبه ونشأته:
هو الشيخ الفقيه العالم العابد الزاهد الورع التقي النقي الكريم السخي ذو السيرة المرضية والأخلاق الحميدة والصفات الحسنة القاضي أبو سليمان صالح بن أحمد بن عبد الله بن حسين بن سمران بن جابر الخريصي.
ولد رحمه الله في مدينة بريدة في عام ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين من الهجرة وقيل قبل ذلك، وتوفي أبوه أحمد والشيخ ما يقارب أربع سنين، فنشأ يتيمًا وتربى في أحضان والدته، وكانت امرأة صالحة عابدة قارئة للقرآن كثيرة الذكر والعبادة تقوم الليل للصلاة والتهجد، وتوقظ أولادها لصلاة الليل، فتربي الشيخ في بيت خير وصلاح وكرم، وقامت أمه بالحنو والشفقة عليه مع إخوانه الأشقاء وهم عبد الرحمن ومحمد وعبد العزيز وقد رغبت أن تبقى مع أولادها ولم تتزوج.
فتفرغت لخدمتهم وحرصت على تربيتهم جزاها الله خيرًا وأحسن إليها، وكانت تدعو لأولادها بالصلاح والهداية، وقد حفظ عنها أنها كانت تقول: