وبالنسبة لشيخنا الشيخ ابن حميد فإنه كان يجل عبد العزيز المشيقح ويحترمه لأمور:
أولها: أنه طالب علم محب للمشايخ ولطلبة العلم حتى إنه اعتاد على أن يجلس المشايخ من قضاة بريدة في بيته بعد صلاة العشاء ويكون باب قهوته وهي غرفة تناول القهوة للضيوف - مفتوحًا لكل من أراد أن يدخل فيستمع إلى الدرس الديني العلمي، ويجد مع ذلك القهوة والشاي والحليب.
وثانيها: أنني رأيت الشيخ عبد الله بن حميد يسأله كثيرًا عن أشياء قديمة أو سابقة في بريدة فيسمع من أمرها ما يريده، وكذلك كان يسأله عن طلبة العلم الذين توفوا قبل أن يصل الشيخ ابن حميد إلى بريدة.
ثالثها: أن ابن مشيقح من زعماء بريدة ومن المقربين جدًّا من الملك عبد العزيز، بل ربما كان أقربهم إلى نفسه.
[وصية الشيخ عبد العزيز بن حمود المشيقح]
أوصى عبد العزيز بن حمود المشيقح بوصية متبسوطة نسبيًا، ولكنها أقل بسطًا وإيضاحًا مما كنا نتوقع مع أنها أوضحت المطلوب، وتقع في صفحة ونصف من خط الشيخ القاضي عمر بن محمد بن سليم الواضح، أرخها في ٢٣ شوال سنة ١٣٥٢ هـ.
وخطه واضح وما في الوثيقة أكثره لا يحتاج إلى شرح، ولكن عبد العزيز بن حمود المشيقح لم يقتصر على ما ذكره من الأوقاف على ما في وصيته، بل أوقف أوقافًا أخرى موضحة بالأوراق التي أتبعناها بالوصية، وهي أربع وثائق.