من عادة والدته أن تزهبه (تجهز له) طعامه كمية من التمر وتضعه بشملة وتعلقه بنخلة في فناء المنزل.
وفي إحدى الليالي وجد حوارًا فذبحه وطبخه في القدر، ووضعه بالشملة بمرقه، أكل الحوار وعصد التمر بمرقه وأكله، ولما صحت والدته سألها أين زهابي قالت بالشملة على النخلة، قال ذلك أكلته، سمعه أخوه فصاح بأعلى صوته: أكل ولد الناقة وأكل التمر، أخشى أن يأكلنا، فقالت والدته إنه ينفق علينا فله ما أكل.
قال الصغير أعطني حبلًا أطول من حبله وذهب ليحتطب من مكان بعيد ما وصله إلا وسقط من الأعياء، وتكبد كل المشاق حتى وصل البيت وهناك قال لأمه دعيه يأكل ما يشاء إن له علينا بعد الله لفضلًا لا أستطيع أن أجاريه فيه.
[خط الشيخ ابن كريديس]
كتب الشيخ صالح بن كريديس وثائق كثيرة بخطه لأن الناس كانوا يقصدونه بكتابة وثائقهم، لأنه شيخ معروف ولكونه يحسن سبك العبارات اللازمة الوثائق من الناحية الشرعية.