للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشيخ عبد الرحمن بن ناصر العجاجي]

ولد هذا العالم في بريدة، وأدرك الشيخ سليمان العلي المقبل فقرأ عليه ثم قرأ على الشيخين محمد بن عبد الله بن سليم ومحمد بن عمر بن سليم حتى أدرك وعد من العلماء، وله خط جيد كتب به بعض الكتب، وكانت له همة عالية في الرغبة بنشر الدعوة وتعليم البادية، غير أن الوقت الذي كان فيه كان مظلمًا، فلم يجد من يساعده على ذلك، فقد كان أمير القصيم حسن بن مهنا خاله وأشار عليه الشيخ بأن يعلم البادية، ويبعث لهم بمرشدين فلم يعمل بنصحه، ثم ركب إلى الأمير محمد العبد الله بن رشيد بحائل، فعرض عليه الفكرة، وأشار عليه بتنفيذها فلم يقبل والتفت إليه قائلًا: هل أنت عالم؟ قال الشيخ عبد الرحمن متواضعًا: أنا لست بعالم ولكني طالب علم، فرد عليه محمد بن رشيد بقوله: يا ابني ما تغلبنا على البادية إلا بالجهل ولو علمناهم لعصونا، فيئس من مساعدة الطرفين ولو وجد من يساعده على نشر الدعوة لكان له شأن.

وكان رحمه الله ورعًا عابدًا متعففًا ولم نجد تاريخ ولادته إلا أن الشيخ سليمان العلي المقبل (١)، قال: إن ولادته قبل سنة ١٢٧٠ هـ وأن وفاته سنة ١٣٠٨ هـ في وقعة المليدا رحمه الله وله ابن اسمه عبد الله توفي بعده وخلف عبد الله ابنًا اسمه عبد الرحمن، كان رجل سمت ودين وتقوى، وكان يتعاطي البيع والشراء بأمانة وإخلاص وقد توفي رحمه الله قبل سنوات قليلة (٢).

وقال الشيخ إبراهيم العبيد:

فأما عبد الرحمن بن ناصر العجاجي فإنه كان زاهدًا ورعًا تقيًا، وله مقامات في الزهد عجيبة، وكان مقبلًا على الله والدار الآخرة معرضًا عن الدنيا طالب علم عاملًا، وله كتاب الفصول في قيام ليالي رمضان، وهذه الفصول


(١) يعني به سليمان بن علي بن مقبل العبيد، وليس الشيخ القاضي سليمان بن علي بن مقبل.
(٢) علماء آل سليم، ص ٣٠١.