ومن الأشياء التافهة أن (علي الحصين) قال لي مرة: وش أبشرك به؟ قلت: بخير إن شاء الله، قال: الشيخ عبد الله بن حميد قطع راتب عبد الله بن محمد ... وكان راتب ذلك الشخص ريالين في الشهر وهما من مبلغ من الريالات (الفرانسي) التي حصل عليها شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد من الملك عبد العزيز آل سعود على هيئة مساعدة سنوية مقطوعة لطلبة العلم، فقسمها الشيخ عبد الله بن حميد على الطلبة فأعطى كبارهم وهما الشيخ صالح الخريصي والشيخ عبد الله بن رشيد الفرج إمام المسجد الجامع وخطيبه، كل واحد اثني عشر ريالًا في الشهر، وأعطى صغار الطلبة ريالين في الشهر، وكنا من أواسط من أعطاهم فأنا راتبي ستة ريالات والأستاذ (علي الحصين) راتبه أربعة ريالات.
أما ذلك الرجل الذي كان راتبه الشهري أو مكافأته ريالين فقط وقطعت فإننا فرحنا بذلك لأنه كان يتهجم علينا ويغتابنا يقول هو واثنان أو ثلاثة مثله من المتعصبين: إننا من العصريين الذين يقرأون الجرائد والكتب الضالة التي تأتي من الخارج، مما يدل على أنهما غير ملتزمين بأوامر الله، على حد زعمهم.
[رثاء الأستاذ علي الحصين]
رثاء الأستاذ إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر بهذه المرثية، وكان صديقه:
يا زميل الطلاب منذ صبانا ... كم مضينا في درسنا من سنين
يا أبا عبد الله كنا صغارا ... وعلى نشأة هداها يقين
يا نصير النضال عبر دروبٍ ... وَعْرَةٍ لكن الهدي مستبين
على خيرٍ نلتقي في مسارٍ ... لم يفرقنا غير نَذلٍ مبين
مثل نجمين يرسلان ضياءً ... في المدارين والمقال الرصين
لم نزل في درب الوفا موغلين ... في عثار الطريق كنت المعين
قد عرفناك باللقاء طويلًا ... كم بززت شبَّاننا الطامحين