كان أحدهم وهو محمد المكيرش من تجار المواشي الذين يسمون عقيلا والذين كانوا يشترون الإبل من نجد وبادية العراق ويذهبون بها إلى الشام وفلسطين ومصر وأحيانًا يتاجرون بالخيل والغنم في تلك البلدان وقد بارت تلك التجارة منذ أن قامت دولة اليهود في فلسطين.
إلَّا أن (المكيرش) لم يتركوها ولكن بطريقة أخرى أخذوا يتاجرون باستيراد المواشي وجلبها من خارج المملكة مثل السودان والصومال، وفتحوا لهم مكاتب في جدة لهذا الغرض ثم اتسعت تجارتهم حتى اشتروا بواخر النقل المواشي ملكوا منها ثلاثا هي الباخرة مكيرش رقم (١) والباخرة مكيرش رقم والباخرة مكيرش رقم (٣)، وهناك باخرة رابعة عندهم ولكنها مستأجرة غير مملوكة لهم، وأعلنوا ذلك في الصحف وعرفوا به - ١٤٠٢ هـ.
ثم زادت تجارتهم واتسعت وصار اسم (المكيرش) علمًا على تجارة الماشية، ثم جعلوها شركة عامة إذ طرحوا بأمر من الحكومة قسمًا من أسهمها في سوق الأسهم للجمهور فاشترك بها الناس وتداولوها كما يتداولون أسهم الشركات الكبرى، وقد سجلت في شاشات التلفاز والجرائد باسم (مواشي المكيرش) فصار هذا الاسم الغريب يتردد على الألسنة، ويقرأ في الصحف ويرى من التلفاز حتى صار مألوفًا للناس، وإن لم يعرفوا أصله.
وقد عرفنا منهم أول الأمر حمد المكيرش كان من تجار الإبل في سوق بريدة.
وخلف أولادا أكبرهم سليمان اشتغل بالتجارة في المواشي من الخارج حتى أثرى وهو الذي صارت له شركة عرفت بمواشي المكيرش، وكان يقيم في الرياض ثم انتقل إلى جدة ومات في حدود ١٤٠٠ هـ.
واستمر عمله بعده من أولاده في الشركة المذكورة التي ذكرناها قبلًا.