وبالتالي لا يكون أهل القصيم الذين هم أهل بريدة ومن تبعها ملزمين بالدفاع عن عنيزة إذا هاجمها عدو أو اعتدى عليها معتدٍ، وهذا هو ما وقع فعلًا في التاريخ.
[تنازع آل أبو عليان على الإمارة]
بلغ تقاتل (آل أبي عليان) فيما بينهم حول إمارة بريدة وما يتبعها حدًّا تجاوز خبره مدينة بريدة، بل منطقة القصيم حتى سجله المؤرخون كابن بشر وأنحوا باللائمة في ذلك على آل أبو عليان، مع أن ذلك كان هو طابع الحياة السياسية، بل طابع التناحر والتقاتل حتى على أمور تافهة وليست كإمارة القصيم الغنية بالنسبة إلى الأماكن الأخرى في نجد.
فكان حتى أهل القرى كثرمدا وأثيثية، والمجمعة وحرمه، والرياض ومنفوحة تتقاتل وتتناحر مع جيرانها ويتقاتل كبارها وزعماؤها فيما بينهم على الإمارة حتى ظهور الدولة السعودية التي نادت بتحكيم الشرع الشريف، وألا يكون لأحد على أحد حق إلا ما أثبته الشرع الشريف له.
وصل تنازع بني عليان وتقاتلهم على الإمارة إلى أن يدخل في التراث الشعبي، فقد ذكرت العامة في اسم (المطا) التي كانت تقع إلى الغرب من (بريدة) القديمة وصارت الآن حيًّا من أحيائها، بل تجاوزتها عمارة بريدة ذكرت العامة في أخبارها أن اسمها كان الموطأ أي مكان الوطا، وأنه قد حرف إلى اسمه الحالي (المطَّا) وأن أصل تسميتها أن أحد أهل بريدة ويقال إنه أحد الصالحين في دينهم رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو أي - الرسول في الموطا - أي المطا - فقال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، تعال عندنا لبريدة.
قالوا: فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم، لا، بريدة جُفْرة دمْ!
والجفرة - بالجيم - هي الحفرة بالحاء، قالوا: ويقصد الرسول صلى الله