عليه وسلم من ذلك أن آل أبي عليان قد جعلوها بمثابة الحفرة من الدم الذي يريقونه في تقاتلهم فيما بينهم!
والواقع أننا إذا تركنا ما ذكره ابن بشر جانبًا، وأضربنا عن تلك الحكاية الشعبية فإننا نجد الشواهد على تقاتل بني عليان على الإمارة تاريخًا واقعًا ويكفي أن يقرأ القارئ ما كتبته من ذلك في (معجم بلاد القصيم): رسم بريدة، مع أنني لم أكن أقصد إبرازه، وإنما كنت أسرد وقائع تاريخية من دون أن أقصد ذكر ما كان بين (آل أبو عليان) من الاقتتال حول إمارة بريدة وما يتبعها من القصيم.
وقد بلغني أخيرًا عن السبب الرئيسي للخصومة بين آل أبو عليان أنفسهم وأن أول من جاء منهم إلى منطقة بريدة الدريبي قدم إليها من ثرمدا وصارت له الإمارة على جانب منها قبل أن تصبح بلدة متميزة لأن مكانها وما قرب منها كان بساتين ومنازل جمع منزلة وهي البيوت القليلة بين البساتين.
وقد ذكرنا ما سمعناه من مشايخ الإخباريين عن بناء جامع بريدة الكبير الذي اسمه الآن (جامع خادم الحرمين الشريفين) أن أهل المحلات في منطقة بريدة تنازعوا على مكانه كل منهم يريد أن يكون عنده، حتى لا يتعب في الذهاب لصلاة الجمعة فيه، ثم اصطلحوا على أن يبنوه متوسطًا بينهم فاختاروا له مكانه الذي فيه الآن.
نعود إلى ذكر بني عليان فنقول إن الدريبي ومن معه حكموا جانبًا من تلك المنطقة، ثم جاء إليهم جماعة من (آل أبو عليان) أبناء عمومتهم من مكان ما في وسط نجد كانوا نزحوا إليه قبل ذلك من ثرمدا فنزلوا في منطقة بريدة وسارعوا ينازعون الدريبي على الإمارة حتى نقل التاريخ المكتوب أنهم تقاتلوا في جامع بريدة مرة، وقتل منهم فيه ثمانية رجال.
وهؤلاء الذين قدموا أخيرًا هم المعروفون بآل حسن، وهم الذين كان