قال والدي: فوافق الملك عبد العزيز وكان البيت الذي يسكن فيه العوني في شمال بريدة بجانب سوق الصناع القديم في طريقي إذا ذهبت من بيتي إلى دكاني في سوق بريدة القديم الذي يقع إلى الشمال من الجامع، قال: فكنت أرى إذا حان الوقت حمول القمح تحملها الإبل والألف من الأصواع محملة عشرًا من الإبل، والألف وزنة من التمر تحملها خمس من الإبل فرايتها تنيخ على باب بيت العوني تفرغ حمولتها فيه أو عنده.
[كتابة شعر العوني]
العوني شاعر كبير ولو أن الشعراء العامية مجلسًا يتوجون فيه أحدهم أميرًا على الشعراء لما ترددوا في تتويج العوني.
وقد قال الأستاذ عبد الله بن خميس: إن العوني أعظم شاعر ظهر في وقته في الجزيرة العربية.
ويريد بذلك شعراء العامية.
وأقول: إنه يصح أن يسمى العوني متنبئ الشعر العامي.
ولذلك كتب شعره مرات، بل ربما تكررت كتابته مرات عديدة، وهذا من شأنه أن يوجد فيه غلط أو خلط، لاسيما إذا تصدى لكتابته من لا يفهم مقاصد الشاعر، ومعاني شعره.
ولاحظنا مع الأسف الشديد أن بعض الذين يتصدون لطباعة شعره يطبعونه عن أصل محرف، ولا يحسنون تصحيح تجارب الطبع فيضيفون تصحيفًا إلى تصحيف، ثم يأتي أناس مثلهم بعدهم فيطبعونه عن ذلك المصحَّف أو المحرف فيزيدونه تحريفًا وتصحيفًا.
وإذا وقع شعره بين يدي راوٍ من رواة الشعر العامي، الذين ينظمون