حكى لي والدي سليمان العلي الطرباق رحمه الله هذه الحادثة أنه في سنة من سنين الجوع والقحط التي مرت على نجد قدم هو وأخواه محمد وإبراهيم من العراق ومعهم ٦٠ حمل عيش (قمح) فأمرهم أخوهم الكبير محمد أن يذهب سليمان بعشرين منها إلى عنيزة وأن يذهب إبراهيم بعشرة حمول إلى الرس ويبقى هو بثلاثين في بريدة، وأمرهم أن لا يبيعوا على التجار وأن يبيعوا بسعر التكلفة ولا يعطوا أي شخص أكثر من عدة أصواع منعًا للاحتكار، كما أخبرني ابن عمي عبد الله المحمد الطرباق أن بعض تجار بريدة حاولوا إقناع عمي محمد رحمه الله بأن يبيعهم كل العيش بمكسب كبير لكنه رفض، وخلال السنوات الماضية سمعت من بعض كبار السن في عنيزة والرس ذكر هذه القصة وكانوا يسألون عندما يسمعون اسم عائلتي هل هؤلاء هم الذين جابوا العيش سنة الجوع وباعوه بالتجزئة وبسعر معتدل فأقول لهم نعم لأنني سمعت القصة من والدي رحمه الله.
د. عبد العزيز بن سليمان الطرباق
[الطريبيش]
على لفظ تصغير الطربوش الذي يوضع فوق الرأس.
والطربوش المعروف عندهم هو غير الطربوش المعروف في الأمصار العربية في الوقت الحاضر، ذلك يشبه (الطاقية) وأما الطربوش عندهم فإنه غطاء للرأس تضعه النساء على رؤوس أطفالهن، وقاية لهم من البرد ويكون فيه جزء من اليمين، وجزء من اليسار نازلين إلى جانبي العنق من أجل أن يغطيا الأذنين، وفي طرف كل واحد منهما خيط يعقد بالآخر حول العنق حتى يثبت فوق الرأس.