ومن الرجال الذين ذاع صيتهم، وعلى شأنهم، وسطع نجمهم الطبيب اللهيب من أبناء القصيعة، فكان خير الأبناء فقد بر بأمه (قريته القصيعة) وأحسن إليها.
وهو حمد بن محمد بن سليمان اللهيب، مات وقد تجاوز عمره ١٠٥ سنين حصل على مؤهلات من جامعات الحياة يقول عن نفسه: حصلت على لقب دكتور من المواطنين عندما كنت أعالجهم من الجدري، كما خالط العلماء والأطباء، له من الأبناء عشرة رزق منهم مئة حفيد، كتب عنه كثير من الصحفيين والكتاب، فمما كتب عنه مقال تحت عنوان (بريدة تحتفي بابنها اللهيب: رائد الطب في المملكة يحظى بتكريم خاص).
حيث كان هذا المقال تحت زاوية الرسالة اليومية لمهرجان بريدة الترويحي، فكان نص المقال:
يكرم مهرجان بريدة مساء اليوم الجمعة وفي لفتة وفاء صادقة ومعبرة الدكتور حمد بن محمد بن سليمان اللهيب رحمه الله - رائد مكافحة وعلاج مرض الجدري، وأول طبيب في المملكة وذلك في الخيمة الشعبية في ساحة مناخ العقيلات ببريدة، والدكتور اللهيب أحد أبناء مدينة بريدة حيث ولد فيها سنة ١٣٠٥ هـ. وتوفي عام ١٤١٠ هـ عن عمر ناهز ١٠٥ سنين، ويعتبر الطبيب الأول. ورائد مكافحة الجدري في المملكة قبل أكثر من خمسة وسبعين عامًا، حيث ذهب إلى الكويت وعمره ١٢ عامًا وفي عام ١٣٤٠ هـ ذهب إلى البصرة وعمل في مستشفى مود بالبصرة وتعلم طريقة التعضيب (١)، ضد الجدري كما اكتسب الكثير من مهارات الطب على أيدي أطباء إنجليز حتى أصبح ماهرًا فيها، ثم عاد إلى نجد ومارس مهنة الطب متنقلًا بين
(١) التعضيب: التطعيم وهو أخذ اللقاح اللازم لمرض الجدري.