بريدة وتصريف أمورها بعد هذه الوقعة عليك بإحضار علي الناصر (السالم) وسعد التويجري، وهما يدبران لك أمور بريدة التي لم تستطع أن تقوم بها.
فأرسل إليه أخوه عبد المحسن رسالة أو أبلغه بوساطة نجاب: إن الرجلين اللذين ذكرت أنهما سيدبران أمور بريدة وأهلها وهما علي الناصر (السالم) وسعد التويجري هما من أول من قتل من أهل بريدة في الوقعة.
وهذا هو الصحيح الذي يعرفه الجميع بخلاف ما ذكره ابن بشر، وإن لم يكن في كلامه في هذا كثير وهم، بل هو أضبط وأقرب إلى الصحة مما ذكره ابن عيسى رحمه الله في (عقد الدرر) من أمور متعلقة بهذه الوقعة وأولها - أي أول الوهم الذي ذكره - أن الواقعة كانت على أهل عنيزة والصحيح أنها على أهل بريدة.
وقد نقلت ما ذكره ابن عيسى في ترجمة الأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان، عند الكلام على أسرة آل أبي عليان في حرف الألف من هذا الكتاب.
[علي بن ناصر السالم في الوثائق]
علي الناصر السالم رجل ثري واسع الثراء، يعرف بذلك وكان هو وأخوه غصن من أكثر أهل بريدة ثراء في منتصف القرن الثالث عشر، أي قبل أن تتوسع ثروة محمد بن عبد الرحمن الربدي.
وثروته إفادتنا وجود وثائق من المداينات والمبايعات وغيرها تلقي الضوء على حاله، بل وعلى أحوال أشخاص من الأسر من الذين كانوا يستدينون منه أو يتعاملون معه.
وقد اشتهر عند الناس باسم (علي الناصر) مجردًا من دون ذكر اسم أسرته إذ شهرته باسمه واسم والده تغني عن ذلك مثله في ذلك مثل أعداد من أهل نجد في تلك العصور، لأن أعداد السكان محدودة وتكون في بعضهم صفات لا يشاركه غيره فيها لذلك لا يرون داعيًا لذكر أسرته.