للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن بشر وهو يتكلم على هذه الأحداث التي وقعت في عام ١٢٦٥ هـ واستعرض أفعال أمير بريدة بل القصيم عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

ولما وصل عبد العزيز بلد عنيزة أمر أصحابه وأهل البلد يعرضون ويلعبون ويغنون، وهو يشجعهم للحرب والقتال، وليس على ما أظهر وقال، ولكن التشجيع بعد الذل يخذل من همم الرجال، فتقاعس عنه الناس ولا رفعوا الأمره ونهيه رأس، وكان قد كتب إلى أخيه عبد المحسن في بريدة أن سعد التويجري و (علي بن ناصر) وفلان عد أكثر من العشرة تخلفوا عنا في الهزيمة ودخلوا البلد فألزمهم يأتون إلينا كل هؤلاء العدد.

فكتب إليه أخوه عبد المحسن إني إذا نصحتك أو خالفتك في شيء من الأمر قلت لي: أنت مجنون، وهذه الرجال الذين أنت عددتهم كلهم في المفازة صرعي، هربت وتركتهم، ونجوت بنفسك وأسلمتهم، فحقك عليهم بالأمس مضي، واليوم نفذ فيهم حكم القضاء، وحقهم عليك تدفن أجسادهم وتعزي أولادهم (١).

والصحيح الذي ذكره الإخباريون أنه بعد وقعة اليتيمة كان الأمير عبد العزيز آل محمد في عنيزة لأنه كان اتفق مع أهل عنيزة على أن يكون أهل القصيم كلهم يدًا واحدة على من عاداهم، سلمًا لمن صادقهم.

وبعد الوقعة ومعرفة أهل بريدة بالقتلى والمفقودين منهم الذين بلغوا أرقامًا قياسية حصل انفلات في الأمر، واحتاج إلى أن يكون أمير بريدة موجودًا فيها.

وكان الأمير بالنيابة هو عبد المحسن بن محمد أخا الأمير عبد العزيز فأرسل إلى أخيه الأمير عبد العزيز يلومه في ذلك ويقول له: كيف تترك بريدة بعد هذا الأمر الفظيع، ويجب عليك أن تكون فيها لتدبير الأمور بنفسك، ولا تترك ذلك لي؟

فكتب إليه الأمير عبد العزيز، وقال له: إذا كنت عجزت عن تدبير أهل


(١) عنوان المجد، ج ٢، ص ٢٦٧.