ولكن ذلك كله في نطاق محدود غير أنه قيض للشاعر العوني من يحرص على كتابة سيرته، وتوضيح ما يحيط بمعظم قصائده.
وذلك ماثل في جهود صديقنا الأديب المدقق الأستاذ فهد المارك صاحب كتاب (من شيم العرب) فألف كتابًا حافلًا في هذا الشان ذكر لي عنوانه في أول الأمر ثم ذكر في مقدمته كيف غير عنوانه.
[كتاب المارك عن العوني]
كانت بداية معرفتي بهذا الكتاب لقاءً جمعني بالأستاذ فهد المارك في دمشق أظن ذلك في عام ١٣٨٨ هـ وكنت ذاهبًا إلى دمشق للتعاقد مع أساتذة للتدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، إذ كنت آنذاك أعمل في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكانت وظيفتي (الأمين العام للجامعة) وهي الوظيفة الثانية فيها بعد الوظيفة الأولى التي كان يشغلها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
فدعاني الأستاذ فهد المارك للعشاء في بيته قائلًا: إنني أريد أن أجلس معك جلسة خاصة في بيتي.
فلما تمنعت قليلًا، قال وهو ذكي ومتحدث لبق: إنني سوف أخبرك بشيء إذا سمعته سوف تستجيب لدعوتي.
إنني سوف أجعل أهلي يصنعون لك عشاء من المطازيز التي بعد عهدك بها، ويجعلون بها من فقع الشام الذي لم تجربه من قبل، وسوف أطلعك على كتاب ألفته عن الشاعر محمد العوني عنوانه (تاريخ أمة في حياة رجل).