للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رأيت وصفًا دقيقًا مفصلًا لبلدة الخميسية وكيف أنشأها عبد الله بن خميس، وذلك من كلام الأستاذ سليمان بن صالح الدخيل الذي هو أول صحافي نجدي وصار من رجالات الصحافة والمعارف العامة في العراق، وهو من أهل بريدة، كما سيأتي في حرف الدال، قال:

الخميسية (١)، أو لؤلوة البرية:

موقع هذه المدينة: بلدة واقعة في لواء المنتفق (٢)، بين سوق الشيوخ والهور الكبير أي يحدها شمالًا الفرات وأبو غار والشقراء وهما من منازل البعض أهل البادية وجنوبًا شرقيًا بلدة الزبير وهي تبعد عنها نحو عشرين ساعة، وشرقًا وغربًا الحماد أو بادية العرب وهي على هور يأخذ ماءها من الفرات، وواقعة بين الدرجة ٤٤ طولًا و ٣٠ عرضًا عن باريس.

حداثة نشأتها: الخميسية حديثة العهد، قد ولدتها حادثات الليالي الأخيرة، ومع حداثة وجودها أصبحت اليوم من أجل المدن الساعية وراء التقدم والرقي والعمران، بالنسبة إلى ما يجاورها من الربوع والديار، ولولا عوائق القضاء، وعوادي الدهر، التي لا تزال قائمة في وجه سبيل رقي البلاد العثمانية كلها، ولاسيما البلاد العربية منها، لأوغلت في الحضارة والعمران أي إيغال، ولبلغت من الحال والمنزلة غاية هي غاية ما وراء الآمال.

الخميسية التي نروي اليوم حديث نشأتها عَلى قراء لغة العرب (٣)، وتاريخ بدئها وتقدمها هي من القرى التي أبرزتها الحاجة إلى الوجود، ودفعتها إليه


(١) الخميسية اليوم ناحية تابعة لقضاء سوق الشيوخ من محافظة ذي قار في العراق (م).
(٢) لواء المنتفق: يسمى اليوم محافظة ذي قار، ومركزه مدينة الناصرية (م).
(٣) هي مجلة (لغة العرب) التي كان يصدرها انستاس ماري الكرملي.