ومع ذلك فإنها تروي مثل ما تروي أمثالها من الحكايات عن أصول بعض الأسر مما لا يترتب عليه إنكار حق من الحقوق لأحد، ولا إلحاق الضرر به.
ولذلك لم أر حرجًا في إيراد عدد منها في هذا الكتاب.
والخلاصة أن أسرة (آل سالم) من أقدم الأسر في بريدة وفي منطقتها، وربما صح القول بأنها أقدم الأسر المعروفة قديمًا في بريدة، والله أعلم.
[خب السالم]
قلنا: إن السالم هؤلاء سكنوا في منطقة بريدة قبل أن تصبح مدينة، وذلك منذ عهد جدهم الذي ينتسبون إليه وهو (جَزَّاي) الذي مضي عليه أكثر من خمسمائة سنة، ولكن أناسًا منهم انتقلوا إلى العراق وعاشوا فيه، ولم يعودوا وقسم منهم عمروا أماكن أخرى في منطقة بريدة وعرفت بأنها لهم مثل (خب السالم) الذي صار يعرف بواسط.
وقد وجدت نسبة هذا الخب إليهم في وثيقة مؤرخة في ذي القعدة سنة ١٢٨٠ هـ.
وصدق عليها قاضي القصيم الشيخ سليمان بن علي المقبل في ٢٦ ذي القعدة سنة ١٢٨٠ هـ.
وهي مبايعة بين أحد مشاهير آل سالم في وقته وهو علي بن عبد العزيز بن سالم (بائع) وبين سليمان بن مزيد من المزيد أهل الدعيسة.
والمبيع نخل لعلي العبد العزيز في (خب السالم) المسمى واصط من أطراف بريدة.
والثمن كثير جدًّا بالنسبة إلى أثمان النخيل والأماكن في ذلك العصر وهو أربعمائة وخمسون ريالًا.