له شريانًا أو نحوه فكان وقد بدأ كالقتيل في وعيه فزحف بعد ذلك إلى من بقربه من القتلى آل سليم أو غيرهم ولطخ جسمه بدمهم.
ثم عاد جنود حسين بيك الذين وكلّ إليهم قتلهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا هل بقي أحد منهم حيا، فقال أحدهم: انخسرهم برؤس السيوف فالحي منهم يتحرك ولو حركة قليلة فاقتلوه.
وكان عبد الله بن سليم يسمع ويعي ذلك فلما نخسوه بالسيف صبر على ذلك ولم يتحرك فظنوا أنّه مات وتركوه وفي الليل تسلل من بينهم وذهب إلى مكان آمن خارج الدرعية وبقي فيه حتى شفي من جرحه، ثم توجه بعد ذلك إلى بريدة.
وقد رزق بهذا الشيخ الجليل ذي الشخصية القوية الذي جعل الله في ذريته البركة، فكان منهم ابنه عبد الله الذي تولى القضاء في بريدة سنوات، وكان قبل ذلك قاضيًا في البكيرية ومات في عام ١٣٥١ هـ فعين الملك عبد العزيز آل سعود بعده في القضاء أخاه عمر بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، فكان كما سيأتي في ترجمته.
ومنهم رئيس هيئة التمييز القضائية في المنطقة الغربية الشيخ محمد بن صالح السليم وستأتي ترجمته بإذن الله.
وقد ذكر ابن بشر وصول حسين بيك إلى نجد وقتله لكثير من أهلها ومنهم تسعة من آل سليم، قال:
[حوادث سنة ١٢٣٦ هـ]
ثم دخلت السنة السادسة والثلاثون بعد المائتين والألف وفيها قدم حسين بيك ومعه عساكر من الترك، فنزلوا القصيم، ثم رحل منه واجتمع بأبوش وعساكره وقصدوا الوشم، ونزلوا بلد ثرمدا، فلبث فيها حسين وأمر على البلدان أن يغزوا، وأتاه من كلِّ بلد عدة رجال، من سدير والوشم والمحمل وغير ذلك، وسيرهم إلى