ومما جرى في حالة قضائه في أبي عريش، أن بعض الأئمة الذين كانوا في معيته في أبي عريش أنكر على بعض المجامع التي تكون في أوقات الزواج هناك من اختلاط الرجال والنساء وأزال المنكر بيده فوافق أن ضرب امرأة بالعصا فقام أقرباؤها وبعثوا بشكاية إلى الحكومة بشأن ذلك الرجل فبعثت الحكومة هيئة للنظر في هذه المشكلة، وقد أعظم الخصماء الأمر بأن المرأة ألقت جنينها الذي في بطنها، وبعد ما وضعت الهيئة سؤالًا وجوابا وقدمته للمحاكمة أمام القاضي عثمان المذكور أخذ المعاملة فضيلته ومزقها وأجاب الهيئة بأنه إذا كانت الحكومة قد ارتضت هذا الإمام ووثقت به يسد هذا المقام فما فائدة الاعتراض عليه فانحل النزاع وقنعت الهيئة.
وقد أخذ المترجم عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، وأخذ عن الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد بن فدا ولازمه.
أما ولادته فإنها حوالي سنة ١٢٩١ فيكون له من العمر خمس وسبعون سنة رحمه الله وعفا عنه، ويعد من خيرة أهل زمانه ورعًا وزهدًا وعفةً ودينًا وعلمًا وكان له أخلاق وحسن معاشرة وليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا يمل جليسه محادثته أضف على ذلك تواضعًا ولين عريكة فالله المستعان (١).
وترجم له الأستاذ إبراهيم بن محمد بن ناصر بن سيف بقوله:
[الشيخ عثمان المضيان]
نشأته ودراسته:
الشيخ عثمان بن حمد بن عثمان بن محمد آل مضيان، ولد سنة ١٢٩٢ هـ، في بلد وهطان من قرى بُريدة في منطقة القصيم فنشأ عند والده نشأة صالحة، وقرأ على إمام جامع البلد القرآن الكريم حتى أتقنه وكان مفرطا في الذكاء.