أما تلامذته فلم يدونوا فقد أمضى جزءًا كبيرًا من حياته بين أبناء البادية ثم في جنوب المملكة، إلَّا أن ابنه الشيخ عبد العزيز العثمان المضيان إمام المسجد النبوي سابقًا كان من المنتفعين بعلمه، وله مجالس مناقشات مع كبار طلبة العلم يفيد ويستفيد فيها رحمه الله (١).
وقال الشيخ إبراهيم العبيد في حوادث سنة ١٣٦٦ هـ:
ففيها وفاة الشيخ عثمان بن مضيان وهذه ترجمته:
هو العاقل البصير العالم المقبل على ربه المعرض عمن سواه، رجل الخير والدين والصلاح الموسوم في وسم أهل الحق والنجاح - عثمان بن حمد آل مضيان - له ذوق في العلوم الدينية وبصيرة نافذة في تمييز الطيب من الخبيث، سكينًا عاقلًا متقشفًا ضعيف البنية، وقد تعلم وتخرج على الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وابن عمه محمد بن عمر بن سليم، وكان إمامًا في القرية الواقعة شرقي بريدة المعروفة - بوهطان - ولبث على تلك الصلة دهرًا طويلًا ثم إنه سكن بريدة وبضاعته العلم، وقد كان في نشأته كابد محنا من ولاية آل رشيد وأمرائهم لأنه كان مواليًا لأهل الدين والعدل فصبر وما استكان، ثم إن الحكومة جعلته قاضيًا في أبي عريش سنة ١٣٥٣ هـ فاستمر في قضاء تلك الجهة بسياسة وتسديد مبيضًا وجه صحيفته وموضع التقدير هناك، ثم إنه طلب من الحكومة إعفاءه من قضاء تلك الجهة بصفة جوها لم يلائم صحته فعاد إلى وطنه القصيم سنة ١٣٥٨ هـ واستقر في الموضع المسمى السباخ مؤثرًا للراحة.
ثم إنه حج سنة ١٣٥٩ هـ وبعد الحج جعل في وظيفة القضاء في موضع يدعى محايل في عسير فاستمر في القضاء حتى مات في حال غربته.