وقول علي لأبي الهياج، ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسولًا لله - صلى الله عليه وسلم - (أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته).
والأحاديث في تحريم الصور والوعيد الشديد على المصورين والمتخذين لها كثيرة.
قال العلماء رحمهم الله: سبب امتناع الملائكة من دخول البيت الذي فيه صورة كونها معصية، وفيها مضاهاة لخلق الله، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله، فالمراد بالملائكة ملائكة الرحمة والبركة والاستغفار.
[حرمة الصور بأنواعها]
فالصور حرام بكل حال، سواء كانت الصورة في ثوب أو بسط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها، وسواء ما له ظل أو ما لا ظل له، ويؤيد التعميم ما أخرجه الإمام أحمد من حديث علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنًا إلا كسره ولا صورة إلا لطخها)، (أي طمسها) الحديث، قال النووي الأظهر أنه عام في كل صورة لإطلاق الحديث.
وإن الصور التي في المجلات وعلى السيارات وغيرها من ذوات الأرواح هي منكر مما يجب على المسلمين إزالته، وقرر العلماء أنه يجب على من رأي الصور كسرها ولا غرم ولا ضمان عليه، وإذا لم يقدر لضعفه، أو لخوف فتنة، وجب عليه رفع خبرها إلى ولي الأمر، ولا تبرأ ذمته إلا بذلك.
[العدوان على اللحية بالحلق]
ومن المنكرات الظاهرة ما ابتلي به بعض الناس من حلق اللحي، وحلقها من تغيير خلق الله، ومخالف لهدي رسول الله، فإن الله سبحانه وتعالى تفضل بها على الرجال جمالًا لهم، وميزة فارقة بينهم وبين النساء.