بلدانهم فقدموا على الإمام فيصل في الرياض وبايعوه، ثم قدم عليه عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله أبا بطين ولي بيت مال القصيم فأكرمه الإمام وأعطاه حصانين (١).
[وقعة بقعا على أهل القصيم]
وقعة (بقعا) هي أولى الوقعات الكبيرة على أهل القصيم جميعهم، وقد ذكرها الإخباريون وأولهم ابن بشر رحمه الله، وذكر سببها عنده وهو غزو أناس من عنزة وهم من أتباع أهل القصيم أو حلفائهم على أناس من شمر وهم أتباع ابن رشيد حاكم الجبل وهو مدينة حائل وما يتبعها.
قد يكون هذا هو السبب الظاهر، ولكن السبب الأساسي غير هذا كما ذكره لنا الإخباريون الذين كثيرًا ما تكون في جعبتهم أخبار أوضح أو أدنى للعقل مما لدى المؤرخين بحكم كون المؤرخين من خارج منطقة القصيم وكثيرًا ما يتناولون الأمور حسب أخبار أو إفادات تصل إليهم من أناس لم يعرفوا الأمور على حقيقتها.
يقول الإخباريون: إنه بعد أن رحَّل الأتراك الذين يراد بهم في نجد الجنود المصريون الإمام فيصل بن تركي عن نجد بالقوة وأخذوا معه بعض اخوانه وأسرته حملوهم من نجد إلى المدينة المنورة في عام ١٢٥٤ هـ فمروا بهم على المدينة المنورة ثم ذهبوا بهم إلى مصر، فأرجف بأن الدولة السعودية التي هي الثانية قد انتهت برحيل الإمام فيصل بن تركي وأنها لم تقم لها قائمة، والذين لم يعتقدوا ذلك عرفوا أن الإمام فيصل رحل من نجد قهرًا عنه وأبقي في مصر.
ومن أولئك أهل القصيم فاجتمع أهل القصيم أو من يمثلون أكثريتهم وهم أهل بريدة ومن يتبعونها من سائر القصيم الذين رئيسهم جميعًا عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وأهل عنيزة الذين رئيسهم أميرها ابن سليم على أن يكونوا