يدًا واحدة على من حاربهم، بل على من ناواهم، وكان أهم من في أذهانهم من أولئك آل رشيد في منطقة حائل.
فصاروا يتلمسون كيف يلقنون ابن رشيد درسًا وهم على ما هم عليه من كثرة في الرجال ووفرة في الأموال، بالنسبة إلى أهل نجد.
وقد حدثنا الإخباريون عن الازدهار الذي كان في القصيم في تلك الفترة بالنسبة إلى سائر نجد وبخاصة جنوبها الذي لو لم تكن لهم من مصيبة إلا مصيبة ترحيل الإمام فيصل بن تركي رأس الدولة المعروف بحلمه وأناته وبعده عن الظلم لكفت، فكانت واقعة غزو أمير حايل ومن معه من شمر وأهل الشمال على عربان عنزة حلفاء أهل القصيم مبررًا فيما رآه أمراء القصيم الذين على رأسهم عبد العزيز بن محمد.
وعندما عزم على غزو حايل بلغ ذلك الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة فاستنكره اشد الاستنكار، وأعلن من منبر المسجد الجامع في بريدة ذلك لأنه خطيب الجامع ولو لم يصرح باسم الأمير عبد العزيز بن محمد، وإنما قال: الفتنة راقدة الخ.
وقد ذكرت ذلك في (معجم بلاد القصيم)(رسم بريدة) وبينت ما يتعلق بهذه المسألة مما لا أرى داعيًا لإعادته هنا، وربما يأتي الكلام عليه في ترجمة الشيخ سليمان المقبل في حرف الميم.
أما الوقعة نفسها فإن الهزيمة حلت فيها بأهل القصيم، وقتل فيها منهم جماعة منهم أمير عنيزة يحي السليم.
ويقول أهل القصيم: إن سبب الهزيمة أن عربان عنزة الذين كانوا معهم قد تخلفوا عنهم عندما احتدمت المعركة، بل ذكروا ابن مجلاد من شيوخهم بالاسم وقالوا: إنه نادى بأعلى صوته (يا القصمان ترى ما فيها مهاش) أي لا مجال للحرب.