حدثني حمود بن عبد العزيز المشيقح قال: قال والدي لم أستطع البقاء في بريدة سنة الصباخ لأن معنى ذلك أن أقاتل الملك عبد العزيز بن سعود وأنا لا أرى ذلك ولا أرى الخروج عليه أو أن أقاتل جماعتي أتباع ابن مهنا وأنا لن أفعل.
أما الذي له التأثير في هذه الأحداث واليد الطولى فيما انتهت إليه في سلام فهو الزعيم محمد بن عبد الرحمن الشريدة يؤيده طائفة من كبار الجماعة كالجربوع والربدي، وسيأتي في ترجمته في حرف الشين شيء من ذلك والله أعلم.
[سليمان بن عبد الله الرواف]
وصديقنا الأديب الأريب سليمان بن عبد الله الرواف قدم علينا بريدة فجاة إذ كان غائبا عنها سنوات طويلة لم نعرفه قبل غيابه، وإنما كنا نعرف أخاه محمد بن عبد الله الرواف الملقب (أبو اصيبع) لأن إحدى أصابع يده فيها يبوسة أي عدم مرونة بسبب حادث اعتراها.
وعندما عاد سليمان الرواف إلى بريدة في عام ١٣٥٣ هـ كان عدد المثقفين فيها قليلًا جدًّا وبقينا مدة لا نعرف منه شيئًا وكنا بدأنا قبل قدومه أنا والأستاذ علي الحصين والأستاذ سالم بن إبراهيم الدبيب رئيس ديوان إمارة القصيم جلسات غير منتظمة مبعثها أنني كنت أنا والأستاذ علي الحصين مشتركين في الجرائد التي تصدر في الحجاز وأهمها (صوت الحجاز) التي تحولت إلى جريدة (البلاد السعودية) ثم صار اسمها (البلاد) ومجلة المنهل ولم تكن تصدر في المنطقة الوسطى أية جريدة أو مطبوعة دورية فلاحظنا أن الحديث إذا كتب عن بريدة في جرائد مكة المكرمة كان يدل عن عدم الدقة، وأحيانًا كان يدل على الجهل أو على التهوين من شأن المدينة فرأينا أن نجتمع وأن نعمل على أمرين أولهما: تصحيح ما يرد من أخطاء أو أغلاط فيما يتعلق ببريدة في تلك الصحف، وثايهما: المبادرة بكتابة مقالات أو تعليقات تتعلق ببلدتنا بريدة.