الحرمين عين الشيخ عبد الله البقيشي في وظيفة مدرس في معهد الحرم المكي وهو - أي المعهد - تابع لرئاسة الحرمين.
وكان الشيخ عبد الله البقيشي قريبًا من الشيخ ابن حميد، بل كان في كثير من الأحيان ملازمًا له.
وكان تعيين البقيشي مع طائفة من طلبة العلم والمقربين من شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد لأن الشيخ عبد الله كان كما قال لي قد انقطع في بيته بعد أن استقال من القضاء.
وفي هذه الاثناء عندما تخلى عن القضاء عرف الذين يحبونه حقيقة لأنهم ظلوا ملازمين له، يستفيدون من دروسه بخلاف بعض الناس الذين كانوا يتعرضون له من أجل نفوذه، فعينهم في شئون الحرمين في وظائف في التدريس والمراقبة ووظائف إدارية تحتاج إلى أكفاء ليشغلوها.
فكان الشيخ عبد الله البقيشي منهم، وقد سكن مكة سنوات في هذا العمل.
وكان الشيخ عبد الله بن حميد يناديه أحيانًا باسم التدليل (بَقُّوش).
[السفر على الأقدام إلى عنيزة]
مما يستحق التسجيل هنا أننا كنا نطالع في مكتبة جامع بريدة في الكتب، وكنا مستغرقين في طلب العلم وبلغنا أنه توجد في عنيزة نسخة مخطوطة من كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف للمرداوي) وهو كتاب موسع مهم في فقه الإمام أحمد، كان المتأخرون من فقهاء الحنابلة ينقلون عنه ويكثرون ولم يكن طبع إذ ذاك.
وقد علمنا أن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله كان طلب من أي شخص عنده كتاب في عنيزة أن يجعله في غرفة في جامع عنيزة عارية بمعنى أن يبيح لمن يريد أن يطالع فيه أن يفعل دون أن يخرجه من المكتبة، وإذا أراد