صاحبه أن يسترجعه فيأخذه إلى بيته فعل من غير حرج، ومن ذلك نسخة مخطوطة من الإنصاف، فعزمنا على أن نسافر إلى عنيزة لرؤية ذلك الكتاب، ولكن الطريق المألوفة للسفر إلى عنيزة في ذلك الوقت هي استئجار حمار نتعاقب على ركوبه أو استئجار حمارين يكون معهما صاحبهما، وهذا يكلفنا مالا لسنا مضطرين إلى بذله.
الطريقة الأخرى أن نسافر مع الذين يسمون الجماميل وهم أصحاب إبل يتعيشون من حمل البضائع والناس من بريدة إلى عنيزة وبالعكس.
وذلك بأن يسافر الشخص منهم ومعه في الغالب بعيران أو حتى بعير واحد من عنيزة بعد صلاة المغرب فيسير الليل كله حتى إذا فتح السوق من صباح الغد كان قد وصل إلى بريدة، وسلم ما يحمله من بضائع.
ثم ينتظر وجود بضائع تحمل من بريدة إلى عنيزة على الطريقة نفسها.
إلا أنه يحدث أحيانًا الا يجد الجمال حملًا، وأن يكون محتاجًا للنوم فيبقى أكثر من اليوم.
وكانوا كلهم من أهل عنيزة إلا شخصًا اسمه الحصان فأبوه من أهل بريدة، وأمه من أهل عنيزة، ويعيش في عنيزة.
وأذكر منهم الآن الغراس والعبودي وابن حميِّد.
وهم يحملون الراكب على البعير الذي عليه حمل بريال فرانسي واحد ويعيدونه إلى البلدة التي خرج منها بريال آخر.
وكان معنى ذلك أن يدفع كل واحد منا ريالين فضيين كبيرين، فقررنا أن نسافر إلى عنيزة مشيًا على الأقدام من أجل رؤية ذلك الكتاب (كتاب الإنصاف).
كان ذلك صيف يوم من عام ١٣٦٤ هـ وكان عمري ١٩ سنة، وعبد الله البقيشي في مثل سني تقريبًا، إذ كان ولايته في عام ١٣٤٤ هـ، وقد سافرنا