أما دكان والدي وهو في الضفة الجنوبية فإنه كان لبنتين من بنات حسن المهنا أمير بريدة والقصيم، هما منيرة وحصة كان والدي استأجره من وكيلهن إبراهيم بن علي الرشودي أحد زعماء بريدة.
فكنت أرى محمد بن مطوع اللسيب مرحًا محبًا للنكت والسجع من ذلك أنه كان عنده صاع من الخشب وهو الذي تكتال به الحبوب ونحوها فاستعاره أحد أهل الدكاكين ولم يعده إليه، وكان عنده ذراع من الحديد وهو مقياس على هيئة مسطح مستطيل من الحديد طوله ذراع وكان الذراع هو وحده قياس الأقمشة والحبال ونحوها، فاستعاره منه أيضًا صاحب دكان لم يعده فكان يقف حول دكانه ويقول مداعبًا (من شاف الصاع والذراع اللي ضاع) وكان أخي عبد الكريم صغيرًا فصار يقلده ويقول: (من شاف الصاع والذياع اللي ضاع).
وقد أعجبه ذلك حتى إنه كان يذكر به أخي عبد الكريم بعد كبرهما، مع أن أخي عبد الكريم كان أحيل إلى التقاعد.
[نكتة على أحد الوجهاء]
كان أحد الوجهاء المسئولين من منطقة القصيم يخرج بمفرده يجول في أسواق البيع والشراء متفقدًا السوق وغيره، من أجل المحافظة على الأمن والتأكد من أن كل شيء سائر على ما يرام.
ومرة وقف على دكان محمد العودة وهو يعرف أسرته بالعودة لا بالمحيميد إلا عند المكاتبات ونحوها فصار يقلب مجموعة من العصي - جمع عصا - في الدكان للبيع فقال له محمد وهو لا يعرفه: أنت يا الأخ تبي لك عصا أو عصاوين؟ !
وهذه تورية معناها البعيد: إنك تحتاج إلى من يضربك بعصا أو بعصاوين، ومعناها القريب: أتريد أن تشتري عصا أو عصاوين؟
فقال له جار له بعد أن ذهب الرجل: أتدري من هذا الذي خاطبته؟