أوصى سليمان بن صالح السالم مرتين مثل كثير من أهل عصره الذين كانوا يوصون بشيء ثم يبدو لهم تغيير الوصية لسبب من الأسباب، وذلك جائز شرعا وهو يقتضي الرجوع عن الوصية الأولى بمعنى أن ما جاء فيها لا يلزم تنفيذه إذا ما خالف الوصية الأخيرة، ولذلك كان كثير منهم ينص على أن الوصية الأخيرة تلغي ما كان قبلها من الوصايا الأخرى.
ووصية سليمان بن صالح السالم الأولى مكتوبة في النصف من شهر ذي القعدة سنة ١٢٨١ هـ.
وتتضمن بعد الديباجة أنّه أوصى من نخله بواصط والمراد خب واصط الذي كانت فيه أملاك كثيرة لأسرة آل سالم الكبيرة، باثنتي عشرة نخلة متتابعات أي واحدة تلي الأخرى في الموقع أو لهن شقر (فويس) وشقرا منصور والمكتومية التي تقع عن شقراء منصور جهة الشرق، وشقرا العنبة وهي الواقعة بجانب شجرة العنب وقرينتها أي النخلة التي تقع ملاصقة لها في الموقع، وثلاث شقر على الراقود وشقراء واحدة وهي الواقعة بقرب الدار، وعبر بأنها على الدار، وقرينتها وهي النخلة الملاصقة لها، وشقراء الحمارة، ولا أعرفها، وربما كانت هذه تسمية محلية عندهم لها.
قال: ريعهن لي ولوالدي وعيالي صالح ونورة، ولا يوصي لأولاده إلَّا إذا كانوا ماتوا قبله ومصرفها ضحايا دوام وعشيات - جمع عشاء - في رمضان وقربة تروى ثلاثة أشهر، والأشهر الثلاثة المراد بها أشهر الحر لأنها التي يحتاج النّاس فيها إلى شرب الماء البارد.
ثم عين الوصي على ذلك بأنه عبد المحسن بن سيف وهو الشهير بالملا ابن سيف إلى أن يرشدوا أولاده.