وكنت ذكرت شيئًا من ذلك في كتاب (معجم بلاد القصيم) في الكلام على مدينة بريدة، وقد طبع قبل أن يكتب هذه الأوراق، وبعض التفصيلات التي ذكرها لم أذكرها.
كما كتب قائمة بأسماء تجار عقيل الذين هم تجار المواشي وبخاصة الإبل من بريدة إلى الشام وفلسطين ومصر، وهي في أكثرها مجملة ولكنها مفيدة لعدم وجود غيرها، ولم ينشرها كما لم ينشر التي قبلها.
وإنما كان يطلع عليها بعض أصدقائه وكنت أحدهم.
ولو كان فيها تفصيل وذكر للاسم الكامل للرجل أو لأسرته أو حتى اسم جده أو تاريخ وفاته لكانت فائدتها أكثر، وصدرها بقوله:
[بريدة قبل سبعين سنة]
كانت مدينة بريدة محاطة بسور من الطين، ولها سبع بوابات، بابين من الشرق وبابين من الغرب، وبابٍ من الجنوب، وبابٍ من الشمال وأحيانًا تكون هذه البوابات محروسة زمن الخوف، ويحد هذا السور من الشرق نفود يفصل بين السور والصقعا وبين السور وشعيب الخبيب، ومن الغرب نخل العجيبة والحويزه، ثم نفود ومن الجنوب يحد السور أرضا فاضية تجتمع فيها بعض المواشي، ثم نخيل، ومن الشمال أرض فاضية ثم مطاين الحمد الذي يؤخذ منها الطين، والذي فيها الآن مبنى البلدية.
وفي شرق المدينة سوق لبيع جميع المواشي يسمى بالجردة يحد هذا السوق من الشمال قصر الإمارة ويحد هذا السوق من الشرق دكاكين ومن الغرب دكاكين والدكاكين الغربية والشرقية للتجار الذين يتعاملون مع البادية.
ثم ينزل من هذا السوق أي سوق الجردة يغرب، وهو سوق تجاري يباع فيه جميع البضائع يسمى المجلس، ثم ينتهي هذا السوق بسوق آخر يأتي من