ثم توظف في مالية بريدة كاتبا عام هـ، وبقي في الوظيفة حتى تقاعد في عام ١٣٩٧ هـ وكان يعمل عندما ترك الوظيفة (رئيس البريد الصادر).
حدثني الشيخ سليمان بن عبد الله العيد أن جده محمد كان فلاحًا في جنوب حويلان، وكان تزوج امرأة من الرميان فولدت له ابنًا سماه (عيد)، وعندما بلغ عمره في حدود سنتين كانت أمه نائمة في ناحية النخل مع والده محمد، ولكن والده محمد ذهب في آخر الليل يتفقد السواني.
فأخذه الذئب من جانب أمه وهي نائمة ثم اختفى في أثل غير بعيد، وعندما صاحت لأهله خرجوا معهم ذوائب السعف في أطرافها النار، والذيب مخمر، فأكله، ووجدوا في النهار جمجمة رأسه هي التي بقيت من جسده.
وبعد ذلك بيوم قابل عقيل الصعاني من الرجال أهل النظر فأخبره بالأمر، فقال: أرني المكان الذي جاء منه الذئب فأطلعه عليه، فقال: الذيب لابد يجيء مرة ثانية معه، فأحفروا زبية أي حفرة عميقة وحطوا عليها شيء من ورق الزرع كأنها مزروعة.
قالوا: وفي صباح تلك الليلة وجدوا الذئب قد سقط في الزبية وهي الحفرة فقتلوه فأكلت أم عيد من كبد الذئب تشفيا منه.
ولسليمان العبد الله العيد ورقات تكلم في إحداها عن مدينة بريدة قبل سبعين سنة، ولم يذكر تاريخ كتابتها حتى نعرف المقابل لسبعين سنة، وسألته عن ذلك فأخبرني أنه كتبها في عام قديم لا يذكره الآن.
وقد رأيت نقلها هنا بنصها لأوضح اهتمام الرجل وعنايته بالتفصيل، ولقلة من كتبوا مثل ذلك من جيله والمعاصرين له، ولأن مضمونها أصبح ذا فائدة كبيرة بعد أن تطورت مدينة بريدة واتسع نطاقها حتى شملت رقعة تعادل عشرات المرات الرقعة التي كانت فيها قبل ذلك.