ويتسم هذا الطور بتحطيم كل القيود، وإزاحة كل الأغلفة الرقيقة أو السميكة التي كان يغلف بها آراءه في الطور الماضي، إنه طور انفجار عام.
ونلاحظ على القصيمي في هذا، تطويرا لبعض آرائه، وكشف القناع عن بعضها الآخر وتنازلا عن بعضها الثالث ليحل محلها ما يناقضها تمامًا.
[الثورة على العقيدة]
في المرحلة السابقة كان القصيمي ينعي على العرب والمسلمين ضعفهم وتخلفهم المشين عن ركب الحضارة والحياة الإنسانية التي تغذ السير إلى ما يشين الكمال.
ويعزو هذا التخلف إلى الفهم الخاطئ للدين الصحيح، ذلك الفهم الذي تتجلى بعض سماته في عدم إيمان المسلمين بالإنسان، وبقواه النفسية الدافعة.
وفي تمجيدهم للفقر، والحياة السلبية، وفهم التوكل على أنه العجز والانعزال عن الإنتاج والعمل، وتعطيل نصف الأمة وهو المرأة عن القيام بدورها الحيوي في البناء، والركون إلى الثقافة الجامدة الميتة المثبطة للهمم عن الحركة والحياة، وانتشار الدروشة والطرق الصوفية ... الخ.
وأبان أن هذه الصفات وأمثالها، إن هي إلَّا افتراء على الدين وأثبت ما يقوله بحجج عقلية ونصوص دينية، ومعنى هذا أن هجومه في تلك المرحلة في الغالب لم يكن منصبًا على الدين، وإنما على المشعوذين والمضللين والسلبيين من رجال الدين، ولكنه في هذه المرحلة الجديدة، انطلق انطلاقة أخرى، فإذا هو يهاجم العقائد والمعتقدين، فالعقيدة في رأيه ضعف وعبودية واستسلام والمعتقد جبان ضعيف وقاف، والسر في أن العرب ضعاف متخلفون هو أنهم ظلوا علي مدى التاريخ معتقدين لا مفكرين، وفي كل الأمم وجد العمالقة الذين تسميهم