وسمعت أحد أصحاب الدكاكين في (قبة رشيد) قبل هدمها يقول وهو يذكر تمرًا فاخرًا عنده: هذا ما يشريه إلَّا إبراهيم العلي الرشودي أو سلطان المواش.
وقال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري:
[الإحسان وأثره في النفوس]
سلطان بن محمد المواش من أهل بريدة وله أبناء عم في الأفلاج رأيتهم في ليلي وسألتهم عنه فوجدتهم يعرفونه ويقولون: هو ابن عمنا، ولم أسألهم إلى أية قبيلة من قبائل العرب يرجعون في نسبهم، وسلطان المواش رجل كريم النفس ضخم الجسم حسن الصورة جميل الملابس، وهو يصلح أسلحة البنادق ويأخذ على إصلاحها أجرة، وربما باع واشترى السلاح وقتما كان البيع والشراء في السلاح مباحًا من قبل الحكومة.
هطلت أمطار على مدينة بريدة عدة أيام فبقي حبيسًا في بيته لا يخرج إلى دكانه بسبب الأمطار، وكانت عنده بندق يصلحها لرجل من البادية فجاء إليه البدوي في بيته وقال له: يا سلطان أنا انتظرتك حتى تفتح الدكان من مدة لأخذ بندقي فما جئت إلى الدكان.
قال له سلطان: كما ترى الأمطار حبستنا في البيوت، فأكرم البدوي وقدم له القهوة وشيئًا من الطعام ثم ذهب معه تحت وابل المطر إلى الدكان وسلمه بندقه وأخذ أجرته، وعندما أراد إغلاق دكانه اقترب منه رجل يرتعد من البرد ومن الجوع وسلم عليه متوسمًا فيه الخير، فرد عليه سلطان السلام فقال الرجل: يا أخي نحن طراقي ونشعر بالبرد ونحتاج إلى الراحة والدفء، فقال له سلطان، تفضل معي إلى البيت، قال الرجل: لي رفاق ثلاثة، فنحن أربعة، قال سلطان أحضر رفاقك وأنا في انتظارك هنا في الدكان، فغاب الرجل وأحضر رفاقه من مكان قريب فسلم عليهم سلطان ودعاهم إلى داره فأوقد النار لتدفئتهم فأدفأهم وأطعمهم وقدم لهم القهوة فبقوا عنده يومًا وليلة، ثم أحضر لهم