كسوة وكساهم وقال لهم: الدار داركم لا نملكم، فشكروه وانصرفوا من عنده دون أن يسألهم عن أسمائهم وبلادهم.
فسافروا من بريدة إلى الحجاز والتحقوا بجيش الشريف حسين بن علي الشريف إبان حكمه للحجاز وبعد مدة عادوا إلى بلادهم وهي الخبراء من بلدان القصيم وبقوا عند أهلهم برهة ارتاحوا ثم ركبوا نياقهم واتجهوا إلى بريدة، ولما وصلوا إليها سألوا عن بيت سلطان المواش، فصادفهم رجل من أهل بريدة اسمه فهد الدحيم فذهب بهم إلى بيته وأكرمهم ثم ذهب بهم إلى سلطان المواش فوجدوه في داره وسلموا عليه فأنزلهم في داره ولم يسألهم من هم ولم يعرف أنهم ضيوفه السابقون فأكرمهم بضيافته وسالوه هل تعرفنا؟ قال: لا، فقالوا: نحن ضيوفك يوم كذا من شهر كذا من عام كذا، قال: الله يحييكم مرة أخرى فقدم كل واحد منهم له (بقشة) فيها ملابس هدية له وقدموا له بقشة خامسة قالوا هذه الأم أولادك وقدموا له أربعين جنيهًا ذهبًا وقالوا هذه هديتنا لك يا سلطان، فقال: أنا قمت بواجبي ولا أريد منكم مالًا فحلفوا عليه أن يأخذها فأخذها إكرامًا لهم ثم انصرفوا، وهذا أثر الإحسان في النفوس رحم الله الجميع (١).
وترجم له الأستاذ الطويان في كتابه (رجال من الذاكرة) فكان مما قاله:
وصاحب هذه السيرة فيه كثير من الصفات الطيبة، التي يُتَوِجُها بالظرافة والكرم المعهود به.
وقد ولد المرحوم سلطان بن محمد المواش ببريدة سنة ١٢٩٨ هـ وترعرع بها، وخالط أكابرها من العقيلات وغيرهم، وسافر إلى الكويت والدول المجاورة حتى عركته الحياة، وصار خريجها.