لك الحمد اللهم على نعمك، ولك الشكر الجزيل المتجدد على ما أفضت علينا من كرمك، ومن ذلك أن وفقتنا للبدء بتقييد أشياء لم تكتب من قبل، فضلًا عن أن تكونُ سجلت أو وثقت من أخبار الأسر في مدينتنا: مدينة بريدة التي عهدناها من أول إدراكنا الأشياء في عام ١٣٥٠ هـ، غير ما هي عليه الآن فهي في ذلك التاريخ أكبر مدن نجد على الإطلاق ولكنها في المساحة وعدد السكان لا تساوي ربع ما هي عليه الآن.
وكنت أتشوق منذ صباي إلى أخبار الأسر، وما يتعلق بذلك مما يؤثر عن الشخصيات المتميزة، بأقوال أو أفعال خارجة عن المعتاد المالوف عند سائر الناس إلى جانب طبيعة فضولية فيَّ وتقليد للأشياء مثل أن أكتب دفترًا صغيرًا أزعمه كتابًا من الكتب تقليدًا لما رأيته من الكتب، أو حتى لما سمعته عنها، ومن ذلك كتاب أسميته (أنيس الجليس، فيما تزول بذكره الهواجيس) قيدت فيه ما استطاع فكر صبي في التاسعة أو العاشرة من عمره أن يسجله، ولكن الله تعالى بارك فيه حتى أصبح كل باب من أبوابه أو أكثر أبوابه كتابًا حافلًا ومن ذلك (باب الأمثال العامية) فيه، صار كتابًا موسعًا طبع بعد ذلك في خمس مجلدات، وتلاه كتاب آخر أعمق منه بحوثًا، وأكثر أهمية هو (كتاب الأصول الفصيحة للأمثال الدارجة) الذي وقع في ثمانية مجلدات، كتبت على الناسوخ وصارت جاهزة للطبع على آلة الطباعة.
وباب (الكلمات العامية) في ذلك الكتاب الصبياني الصغير صار كتبًا أطول وسجلات أحفل منها كتاب (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) الذي وقع في ثلاثة عشر مجلدا، و (معجم الألفاظ العامية) في ٢١ مجلدًا.
ولكن ما يتعلق بالأسر وأصولها وقف في مكانه حيث تركته، وذلك أني اجتهدت بعد البدء به في العمل على إكماله، وكان عملي آنذاك في الرياض، إذ