بقيت كلمة في هذا الموضوع يحسن الهمس بها في آذان بعض إخواننا من بني جماعتنا أهل القصيم، وإن لم يكن الهمس بها فليكن الجهر والإعلان، وهي أن بعضهم ربما يصاب بخيبة أمل عندما يقرأ اسم أسرته أو الخبر عن آبائه وأجداده، فيجد ذلك مختصرًا مقتصرًا على ذكر الاسم واللقب، وشيء معهمًا لا يخرج عن ذلك كثيرًا، وكان يتوقع أن يسمع عن ذلك ما لم يكن سمع به هو ولا أقاربه الأدنون الذين يعرفهم ويستطيع أن يتحدث إليهم.
فيصم صاحب الكتاب بالقصور أو التقصير إن لم يتهمه بالتجني والقصد غير النزيه في عدم التبسط والتوسع في ذلك.
وإنني أقول له: مهلا يا صاحبي وينبغي أن تضع في ذهنك أن صاحب هذا الكتاب كالقانص الذي إذا دخل أرضًا ووجد فيها صيدا فإنه ينصب حبالته أو يرسل سهامه، أو لنقل بندقه - إن شئت - يحاول أن يصطاد وهو إذ يفعل ذلك قد يكون ذا حظ عظيم فيجد كثيرًا ويصطاد منه كثيرًا.
وقد يكون سيئ الحظ فلا يجد صيدًا أبدًا، وقد يكون الأمر بخلاف ذلك إذ يجد الصيد ولكنه لا يستطيع أن يصطاد منه.
والصيد هنا هو الأخبار المهمة عن الأسرة، وذكر رجالاتها، وبيان وفياتهم، فضلًا عن الكلام على حيواتهم، وما قالوه أو خلفوه من شعر أو نثر أو حتى طرفة أو حكاية.
ونضرب له مثلًا من نفسك، فأنت إذا كنت لا تعرف أنت ولا أقاربك الأدنون عن أسرتك وبني عمومتك، وربما بنوا آبائك شيئًا يشفي عليلك أو يروي غليلك من أخبار أهلك كيف تطلب من الكاتب أو من غيره أن يجد من ذلك ما تريده أنت؟ وقد تكون أنت تريد منه شططًا ولا تكتفي منه بما يكتفي به غيرك.