وقد استنكر كثير منهم استمرار صرف راتبه من الحكومة السعودية، فكتبوا للملك سعود يرجونه أن يقطع الراتب الذي تعطيه الحكومة له، ليمكنه من التفرغ والتأليف عندما كان مستقيم المسلك، جيد العقيدة.
وقد بلغنا أن الملك سعود أرسل إلى السفارة السعودية في القاهرة يسألها رأيها في قطع الراتب الذي كان يصل إلى القصيمي عن طريقها، لأنه كان يقيم في القاهرة، ويعيش هو وأسرته منه، فكان رأي السفارة أنه لا ينبغي قطع راتبه لأنه يدافع عن العقيدة السلفية وقطع الراتب عنه سوف يسعد الذين يرون غير ذلك من أهل مصر وغيرهم، لاسيما أن بعض علماء مصر ومفكريها لم يروا في كتابه:(هذه هي الأغلال) ما رآه أهل نجد فيه، بل رأوا فيه جرأة فكرية، إن لم يكن تجديدًا فكريًا.
وهكذا استمر صرف راتبه رغم استنكار المشايخ وطلبة العلم لذلك، إلا أن الموضوع كان يتم بعيدًا عنهم في مصر، ويومذاك كانت مصر بعيدة يضرب بها المثل في البعد، كما كانوا يقولون: أبعد من مصر.
[ابن يابس والقصيمي]
الشيخ عبد الله بن علي اليابس من أهل القويعية هو صديق القصيمي الحميم لسنوات طويلة، بل هو رفيق دربه وزميل كفاحه في الرحلة في طلب العلم والصبر على الغربة من أجل تحصيله.
وعندما انحرف القصيمي بادر الشيخ ابن يابس بالرد عليه، وبيان ما يرى أن القصيمي كان يسره قبل أن يعلن انحرافه عن الطريق الصحيح، وصنف كتابًا في الرد عليه سماه (الرد القويم على ملحد القصيم).
وقد ألف ابن الشيخ عبد الله بن علي اليابس كتابًا في ترجمة والده طبع فرأيت