والخيوط والحروز المجهولة، وغيرها من الآفات والعين، كل ذلك من الشرك.
ومن الأمور المنافية للإيمان إنكار شيء من صفات الله أو تنقصها، أو الاستهانة بكتاب الله، وسنة رسوله، وتنقص أنبياء الله ورسله وأوليائه الصالحين، أو رد شيء من الحق، أو تحريم ما أجمع على حله، أو تحليل ما أجمع على تحريمه، أو الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله، أو القرآن أو الرسول، فهذا كله كفر بالله، وسواء الجاد فيه والهازل، وبعض المسلمين والعياذ بالله يتكلم بسبِّ الدين، والاستهزاء بأهله، وفي الحديث (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب).
وربما خرج من الإسلام بكلمته وهو لا يشعر، فالكلام مزلة أقدام، ومن كثر كلامه كثر سقطه.
فالشرك في هذه الأمة أخفي من دبيب النملة السوداء في ظلمة الليل، ومنه أن تحب على شيء من الجور، أو تكره على شيء من العدل، ومنه أن يحسن الرجل صلاته لنظر رجل إليه، ولا يسلم من الشرك في الأقوال والأعمال والإرادات إلا من عصمه الله بالعلم النافع، فليتنبه الناصح لنفسه، وليحاسبها على ما فرط منها، ويستدرك ما فات بالتوبة، فمن تاب إلى الله تاب عليه.
[الصلاة والمحافظة عليها]
ومن التقوى أداء الصلوات المكتوبة، والمحافظة عليها في أوقاتها، قال تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، وقال تعالى {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}.
أي مفروضًا في الأوقات، وقد وعد الله المحافظين عليها بالفردوس والكرامة، ومن المحافظة عليها أداؤها في أوقاتها مع الجماعة في المسجد،