وهي بخط العلامة القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وعباراتها واضحة، إلَّا أن فيها مصطلحات قليلة قد تخفى على القراء من الجيل الجديد.
مثل القربة: التي تروى أربعة أشهر القيظ، فمعني تروى بتشديد الواو: تملأ بالماء طيلة موسم القيظ وهو أربعة أشهر، وذلك لجعل مائها يشرب منه الناس باردا في ذلك الفصل الحار.
وسراج في مسجد النبهانية وهي بلدة آبائها وأجدادها، وإذا ذكر السراج في مثل هذه المواطن كان المراد به شراء ودك له وهو الدهن الذي يخرج من الشحم بعد إذابته، يستعمل وقودا للسراج ولا يحتاج المصلون لسراج المسجد إلَّا في الشتاء، لأنهم يدخلون فيه إلى داخل المسجد المسقوف، وقد يصلون في الخلوة التي تكون أسفل من المسجد لذا يحتاجون إلى نور السراج، أما في الصيف فإنهم يصلون في سطح المسجد، أو في فنائه المكشوف، فلا يحتاجون للسراج.
وقد ذكرت زوجها الملا عبد المحسن بن سيف فأوصت أن تخصص له أضحية وهي الخروف أو الواحدة من الغنم التي تذبح في عيد الأضحى.
وذكرت (لبن المقبرة) وذلك أن اللبن وهو الطين المربع المجفف ضروري لدفن الميت لأنه يوضع على اللحد، فأوصت أن يوفر ذلك للمقبرة.
والشاهدان على هذه الوصية من أسرة المشيقح وهما محمد الحمود المشيقح وأخوه عبد العزيز الحمود المشيقح الذي أصبح بعد ذلك أكثر أثرياء نجد في وقته مالا، بل اثراهم كلهم وهو زعيم من زعماء بريدة الكبار.
وتاريخها في محرم عام ١٣٠١ هـ.
ثروة المُلَّا:
لقد خلف الملا عبد المحسن بن محمد بن سيف تركة ضخمة نال أبناءه وورثته منها نصيب جيد كما يتضح ذلك من ذكر ابنه محمد الذي كانت له