للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم آل الشيخ رحمهم الله، فسافر والدي بإخواني وهم صغار أصغر مني يمشون على أرجلهم من القصيم إلى الرياض على طريق قري سدير من قرية إلى قرية، ويضيفون أهل القرى، وكان أهل سدير جيدين للضيف، ساروا حتى وصلوا مدينة الرياض، ودرسوا وتحصلوا على شيء من مبادئ الدراسة، فزاد نشاط الوالد ورغبته، ثم جاء للقصيم وحده، وسافر بي مرة ثانية لهذا الغرض، نمشي علي أرجلنا وأنا ابن إحدى عشرة سنة، وأدركني الهلاك في الطريق مرتين ظمًا، حتى وصلنا الرياض بعد أسبوعين، وكان أكثر مشينا بالليل، العزائم معها الغنائم، وليست هذه حالنا وحدنا، بل هي حال سائر الناس، نسأل الله حسن العاقبة (١). انتهى.

وكتب كلمة عنوانها:

من حكمة وجود المماليك من الناس سابقًا:

قال:

أصل الرق سببه الكفر، وذلك أن المسلمين إذا استولوا على بلاد الكفر بالحرب ملكوا أرقاب أهلها من النساء والذرية، وذلك خير لهم من القتل ومن بقاهم على الكفر، كما هو معروف، ولله في ذلك حِكّم عظيمة ومصالح للناس عامة، إذ ليس هو عن نقص في شخصياتهم.

فمن الحكمة في ذلك: بيان انفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأن غيره مملوك له سبحانه، قال تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [الروم: ٢٨].


(١) طرائف، ج ٢، ص ٣٤.